
طارق الحجيري
كل لحظة تمضي وتمر يرتفع معها منسوب الخوف والقلق لدى اللبنانيين ترعبهم مشاهد الموت والدمار الآتية من الحرب المستعرة في غزة ، يصلون ليل نهار كي لا تسلك الحرب الشاملة طريقها اليهم فتأتي حممها وأهوالها على ما بقي من بلدهم .
لبنان المنهار أساسا على الصعد كافة لا يحتمل ” ضربة كف ” ، رأينا بالأمس كيف تحول احتمال إقامة مباراة رياضية لفتيل كاد يشعل حربا أهلية وفتنة طائفية مقيتة .
أما عنتريات وبطولات وهوبرات المطبلين المسترزقين على الشاشات فلا تؤمن ضمادا ولا تجلب طحينا ولا تنير شارعا ،، ولو كانت ذات قيمة او جدوى لما كانت اسرائيل موجودة على حدودنا .
كل ما يجري من حولنا وحكومة تصريف الأعمال “غاشية وماشية ” يتقاذف أعضاءها ” تهما كارثية تاريخية ” تصل لحدود الخروج عن اللياقات وعدم احترام اصول التخاطب وتجاوز الأعراف !!!!
الدنيا تشتعل من حولنا بالحديد والنار وكل الغرب يحج الى تل أبيب للوقوف على خاطرها ووزراءنا الأشاوس لديهم كل الوقت لترف المثاليات والبروتوكولات ” والحرد الصبياني ” !! فعلا فعلا يا عيب الشوم .

بدل أن تسارع الحكومة لعقد اجتماعات متواصلة بنصاب مكتمل تملأ الشغور الاداري وتتحاشى اي شغور قريب أمني او مدني نرى المراهقة والتهرب والخفة في تحمل المسؤولية السمة العامة لكل أعضائها .
كل لبناني يعلم يقينا ان هذه الحكومة لا تملك حرية القرار بردم حفرة في شارع ، لذلك لا أحد يطالبها بالجرأة والتقدم لامتلاك قرار السلم والحرب واستلام زمام المبادرة لتجنيب لبنان المصير الأسود ،، لكن حفاظا على ما تبقى من هيبة شكلية للمؤسسات الدستورية نتأمل أن تكف عن الاستجداء الإعلامي المعلن للمرشد الأعلى للحزب كي يخط بيده قرار عدم دخول الحرب .
الوقت الحالي ليس للتنظير والأنانيات واقتناص الفرص ورفع الحواجز ،، بل هو وقت شد الأحزمة والتكاتف الوطني والتعاضد لأن النار في حالها اندلاعها لن يبقى احدا بعيدا عنها وسيطال لهيبها الجميع .
لكن يبقى السؤال الأبدي هو : متى يقتنع مرتهنو الخارج بترك محاورهم ومصالح مشغليهم واولياء نعمتهم الخارجيين لصالح بلدهم وشعبه ومصلحته ، متى يقتنع هؤلاء أن لا خلاص لنا الا بخيار الدولة والدولة فقط .
