
الأستاذ محمد السويسي
كانت مدينة طرابلس في الخمسينات تعج بالأجانب زرافات ووحدانا ، خاصة في الأسواق القديمة حيث كنت تشاهد الرسامين يمسكون بالفرشاة والألوان المائية أو الزيتية ليرسموا الحمامات والمساجد والمقاهي والبيوت ..
إلا أن أعداد السياح بدأت بالتناقص منذ أن أممت الدولة مصفاة النفط بخدعة تحت شعار وطني وطردت الخبراء والموظفين الأجانب لتبدأ بتعطليها تدريجاً الى أن اوقفتها نهائياً لصالح مستوردي النفط من شركاء الطبقة الرأسمالية السياسية الحاكمة بما فيها من عمولات وسمسرات وهدر كانت متعذرة قبل تأميم المصفاة حيث كان الأجانب يمسكون دفاتر محاسبة بكل قطرة نفط تتجه الى محطات الكهرباء ومراقبتها ؟! ….
ومن ثم بدأ السياح بالإختفاء نهائياً من المدينة بداية الستينات مع تعمد تراخي القبضة الأمنية للدولة بخلق الفوضى الأمنية الدائمة لإخافة الرعايا العرب والسياح من المجىء الى المدينة أو الاستثمار فيها ..
و رغم كل هذه الإجراءات فإن وفود السياح من البواخر الراسية ظلت على وتيرة مقبولة أغضبت الرأسمالية الحاكمة مما دفعها الى تعطيل نشاط المرفأ لاعتبارات عدة بما جعل السائح معدوماً في المدينة كما أعدمت مصالح طرابلس واقتصادها ومرافقها لانعدام المرجعية السياسية في المدينة واهمال نوابها ووزرائها لها ..
