ما هو الموقف الشرعي من انقلاب فيصل سنّو على هوية المقاصد ومستقبلها
أفتونا في حكم ارتكابات فيصل وتغييره مناهجها التربوية والدينية
كيف ستواجهون تحدّي ووقاحة الفريق الانقلابي في المقاصد؟
إلى أصحاب السماحة أعضاء مجلس المفتين:
أنتم تخاطرون برصيدكم عندما تقفون في مساحة الانتظار المحظورة
قضية المقاصد تتجلى فيها معادلة الحق في وجه الباطل والتربية الفاضلة مقابل الخروج على الفطرة
محنةُ المقاصد ليست إشكالاً مناطقياً بل هي قضية إسلامية مكتملة الأركان
لا يجوز لمفتي المناطق تحييد أنفسهم عنها
أحمد الأيوبي
أَفـْتـِنا يا سماحة المفتي الأكبر
الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان
أَفتونا يا أصحاب السماحة مفتي المناطق
مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام
مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا
مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي غزاوي
مفتي راشيا الشيخ وفيق حجازي
مفتي بعلبك الهرمل الشيخ أيمن الرفاعي
مفتي حاصبيا مرجعيون الشيخ حسن دلي
أفتونا أيها السادة أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى
أنتم يا أصحاب السماحة وفي المقدمة سماحة المفتي الأكبر الشيخ عبد اللطيف دريان، مرجعيّتـُنا الدينية وموضع الثقة والمسؤولية الشرعية وعليكم يقف مستقبل الشأن الديني والمؤسساتي المختص بالأوقاف والجمعيات ذات الهوية الوقفية الإسلامية، وعلى رأسها جمعية المقاصد التي تمرّ اليوم بمحنة غير مسبوقة، وتعاني الاختطاف والإكراه على تغيير الهوية والمناهج من المناهج الإسلامية الأصيلة إلى المناهج الغربية الفرنسية العلمانية..
أفـْتونا أيها العلماء أصحاب المسؤولية.. في ما يجري في جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، هل هو أمرٌ يرضى عنه الله ورسولُه وهل إجراءاتُ فيصل سنّو تتطابق مع مقاصد تأسيس هذه الجمعية العريقة قبل أكثر من 145 عاماً، وهل إزالة أسماء الصحابة وأمّهات المؤمنين وتوقيع اتفاق منفرد مع البعثة العلمانية الفرنسية بدون علم أعضاء مجلس الأمناء وعلى شكل وثيقةٍ سرّية لا أحد يعلم فحواها وحقيقتها المشبوهة.. أمرٌ يجوز السكوت عنه والتعامل معه بصيغة التفاوض والحسنى بعد أن انكشفت أغلب أهداف هذا المسار الذي يقوده فيصل سنّو؟
إذا كان ما يقوم به فيصل سنّو جائزاً ومقبولاً منكم يا أصحاب السماحة، فسنكفّ عن التصدّي له ونترك الأمر على حاله، لكنّ هذا يستلزم منكم فتوى واضحة لا لبس فيها فتكشفون في مجلس المفتين عن موقفكم وتُشهرون الفتوى الحاسمة الجازمة.
وإذا كان ما يفعله فيصل سنّو جريمة بحقّ المقاصد وبحقّ المسلمين، بمؤسساتهم وأجيالهم، فإنّه لا يجوز لكم السكوت عن هذه الجريمة، وإذا كنّا قد تفهّمنا في البداية الهدوء في التعامل مع هذه القضية، لكن الآن قد بلغ السيل الزبى، وانكشف المستور وسقطت الأقنعة، وأصبح التريّثُ والتفاوض والمراسلات شكلاً من أشكال التطبيع مع الانقلابيين في المقاصد، وهذا ما نربأ بسماحة مفتي الجمهورية وأصحاب السماحة مفتي المناطق أن يكونوا في صدده..
لكن نقول لكم إنّ قضية المقاصد بأهميتها وخطورتها الاستثنائية لا تسمح بالتعامل معها كالمعتاد مع الملفات العادية، وهذا ما يوجب التخلّص من كلّ أشكال التريّث والانتظار.. فنحن أمام معادلة الحق في وجه الباطل والدين مقابل التحلّل والتربية مقابل التدمير للأجيال المهدّدة بمناهج ترويج الشذوذ وكلّ أشكال الخروج على الفطرة والأخلاق..
إنّ كلّ يوم تبقى فيه المقاصد تحت إدارة فيصل سنّو ومجلس أمنائه هو خسارة لأصالتها ودينها وقيمها، وأنتم يا سماحة المفتي الأكبر وأصحاب السماحة المفتين مسؤولون أولاً عن إنقاذ المقاصد وأبنائها ومعكم كلّ قادر على التأثير ولو بكلمة حق أو دعاء مخلص.
إنّ الوجه الآخر لتأجيل المواجهة والحسم هو حماية فيصل سنّو بطريقة الأمر الواقع فالإدارة المقاصدية تتعرّض لعاصفة تغيير قسرية مكتومة الصوت خبيثة الأسلوب ماكرة الوسائل للقضاء على تاريخ وتراث مؤسسة عريقة نشأت لمواجهة الاحتلال الثقافي الفرنسي زمن الاستعمار وعانت من استهدافاته عبر التاريخ حتى اليوم.
تعلمون يا سماحة مفتينا الأكبر أنّ اتفاقية التعاون التي وقعها فيصل سنّو مع البعثة العلمانية الفرنسية تتضمن نقل المناهج الفرنسية إلى المقاصد، بما تحمله من مخالفات شرعية وأخلاقية وقيمية وأدبية وتاريخية، وقد حان الوقت للإعلان عن موقف لا لبس فيه يُنهي تدخلات من يعتبرون أنفسهم “مراجعيات” لفرض أنصاف الحلول التي هي في الواقع التفاف على الحقيقة ومناورة تحاول إضاعة البوصلة وتضليل الرأي العام عن وجوب رحيل فيصل سنّو وفريقه بالكامل.
نؤكِّد يا سماحة المفتي الأكبر
أنّه في قضية المقاصد ليس هناك حلول وسطى، فإمّا أنتم مع فيصل سنّو أو ضدّه، وإمّا أنتم مع إجراءاته أو ضدّها، وبناءاً على هذه المعادلة ينتظر المسلمون منكم الموقف الحاسم، واعلموا، وأنتم الذين تحظون بالمحبة والاحترام والتقدير، أنّكم تخاطرون برصيدكم عندما تقفون في مساحة الانتظار المحظورة المليئة بالألغام.
إنّ قضية المقاصد ليست قضية جمعية عادية وليست خلافاً مع أشخاص حول مسائل إدارية، وليست مسألة بيروتية مناطقية، بل هي قضية إسلامية مكتملة الأركان، لذلك لا يجوز لأصحاب السماحة مفتي المناطق تحييد أنفسهم عنها، بل هم مطالّبون بإبداء الموقف ومؤازرة سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وسماحة أمين الفتوى الشيخ أمين الكردي، لتشكيل مظلة التغيير المطلوب في مقاصدنا المخطوفة بمشروع فيصل سنّو الانقلابي.