Mr. Jackson
@mrjackson

ما هي الهويات السياسية للنواب السنة في المجلس القادم؟

علي شاهين

بداية لا بد ان نشير الى هامشين أساسيين قبل الإجابة والتحليل حول مضمون السؤالين المطروحين في عنوان هذه المقالة ، الهامش الاول هو ان تركيبة النظام السياسي و قانون الانتخاب المعتمد حاليا يجعلان _ للأسف _ ان العملية الانتخابية ترشيحا و انتخابا تنطلق من المذهب والطائفة وليس من معايير حضارية ومجتمعية اخرى ، و كأنه الرعاة الظاهرين والمخفيين يقصدون ابقاء هذا البلد ” مشلوحة ” على طرقات الاستقرار و التطور .

اما الهامش الثاني ، و بغض النظر عن الدوافع الحقيقية و غير المعلنة لعزوف سعد الحريري عن العمل السياسي فان خطوته قد ارخت بلا شك شراع الارباك و الضياع و الفراغ ( و الفرص في ذات الوقت ) على الشارع و المزاج و التوجه عند الطائفة السنية و ذلك بكافة شرائحها و انتماءاتها و مناطقها و ذلك عند الطرفبن في العملية الانتخابية ، عند المرشح و المنتخب على السواء ، فالاول قد يكون اعتبرها فرصة للتغيير و المشاركة و انه تحرر من هيمنة المستقبل على اكثر من ثلثي مقاعد السنة ، اما الثاني ايضا فيعتبرها فرصة عسى يسهم هو في تغيير المشهد التمثيلي للطائفة السنية في الندوة البرلمانية املا باتخاذ مواقف لمصلحة طائفة تتعذب منذ عام ال 2005 .

و اضافة الى كل ذلك اعلاه لا بد الاشارة ايضا لو سربعا الى انه كما كان لخطوة الحريري على السنة تداعيات كان لها ايضا انعكاسات على الاخرين من خارح السنة ، عند خصوم و حلفاء الحريري ، على السواء و هي بل قد صنعت لهم ورش عمل من خلط اوراق و اعادة حسابات و ذلك في مختلف الدوائر الانتخابية و يعود. ذلك لحيوية و محورية و فعالية الصوت السني في معظم الدوائر .

هنا ، و بعد ان اخذنا بعين الاعتبار الهامشين اعلاه ( طائفية القانون الانتخابي و خطوة الحريري ) تكثر الاسئلة في الشارع السني و كلها اسئلة تندرج تحت عنوان عريض مضمونه كلمتان : ما العمل ؟ ما العمل و الى ابن المسير و الى اين المصير و هل هناك خطة مدروسة لمواجهة المرحلة القادمة و هي خطة مطلوبة لمواحهة مرحلة فرضها الحريري فجأة ؟ ، و خصوصا الجميع هم في مرحلة استثنائية محليا و اقليميا .

لنعتمد الشفافية و المكاشفة و الموضوعية و ندخل الى المشهد السني بدون قفازات لنرى التالي :

١_ قبل اي شيء ان خطوة الحريري كانت بمثابة الصدمة و لها تداعياتها المعنوية و ارتداداتها السياسية على المكون السني بكل اطيافه .
٢_ هيمنة الحريري على منطقة القرار و التمثيل السني اعاق ايجاد بدائل لمواجهة حالات طارئة كالتي تعيشها السنة اليوم ، بدءا من تقنيات و امكانيات و خبرات العملية الانتخابية نفسها وصولا الى مواقع وظيفية في الدولة ناهيك ، عن تراجع هيبة الرئاسة الثالثة على مدى اكثر من عقد من الزمان.
٣_ تداعيات الصراعات الاقليمية العديدة و هي المدثرة بقماش المذهبية و المصالح الدولية و الاقليمية المعقدة و المتشابكة جدا انعكس كل ذلك سلبا ، اقله معنويا على الحضور و الفعالبة السنية و ذلك على مختلف المستوبات في المعادلة الوطنية .
.
٤_ الانكفاء الخليجي و تحديدا السعودي عن الشأن اللبناني و ذلك قبل الورقة الكويتية (و ازداد بعدها ) ، هذا الامر يضع تساؤلات و توجسات و تكهنات عديدة عند الكل مهما كانت دواعيه و منطقيته هذا الانكفاء ، و هذا يزيد عند السنة توجسا و تكهنات بالاضافة الى احباط معنوي و ما شابهه.

٥ _ و على مدى 17 عام و ما تخللها من صعود لهيمنة حزب الله تحديدا و الثنائي الشيعي عموما في مختلف مراكز القرار و السياسات في البلد ، رافق ذلك اصرار من حزب الله ان يحافظ و يعزز تواجده في مناطق حلفائه و اخصامه ، و رغم انه تلقى الحزب لضربات معنوية موجعة بعد احداث خلدة و شوية و الطيونة على مستوى الرأى العام و علم النفس السياسي ، انما رغم ذلك .رايناه يوزع المساعادت و المازوت في عكار ، و ذلك لحسابات محددة قد يستثنمرها انتخابيا ، بل ترى كثير من التحليلات و المقالات انه يعمل الان على اعداد خطط لحصار اخصامه انتخابيا في كثير من الدوائر .

٦_ لست بخبير انتخابي ، انما المعروف في لبنان _ و للاسف _ لا المرشح و لا المنتخب لديه مشروع يطلبه او يقدمه ، فالاول يطمح لمنصب باعتقاده ان هذا اامنصب واحة استثمارية له يحقق المنافع او يحفظها له. على الاقل ، ااما الثاني _ و هنا الطامة الكبرى_؛ طموحه هو ففط كرتونة او حصة غذائية او 100دولار او وعد بوظيفة ، و لا ينظر الى مؤهلات و صفات و تجارب و حتى اخلاق المرشح و طروحاته ، و المفترض هو الفرد المناط به اصلا ان يستلم العمل التشريعي الذي بدوره يسهم بصناعة حياة كريمة لهذا المنتخب من خلال دوره التشريعي.

امام هذا المشهد العام للبلاد. و امام هذه الذهنية لللناخب و المرشح ، و امام هذا الوجع التاريخي الذي يعاني منه كل مواطن انما الاكثر هو ابن االطائفة السنية …..و هذا الواقع السني قد شارك به كل مسؤول اشتغل سياسة من السنة في هذا البلد ، و لذا هناك هواجس و تساؤلات لدى المراقبين و عدة اوساط سياسية و هي انه و لاسباب عديدة هل نتائج الاتتخابات قد تزيد الهم هما عند السنة في حال دخول نواب جدد من السنة ليسوا مؤهلين و لا يملكون قدرات و مهارات ليقودوا ملفات المكون الذي يمثلونه و هي كثيرة جدا ؟
.
السؤال الاكثر حرجا و الحاحا هل الوضع المعيشي المتردي للناس يكون مدخلا للاخصام لاختراق الساحة السنية ؟
الاجابة تتطلب ردا من العاملين و الناشطين و المعنيين في الساحة السنية .

و في الختام نعرض باقة من امنيات تتواجد على خريطة الرأي العام في الشارع السني و هي تتجسد في نقطتين هما التالية :

١_ يأمل و يعول الراي العام السني ان يكون هناك جلسات عصف ذهني عند المستشارين و الخبراء السياسيين لدى صاحب السماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان يدرسون بتدبر و حنكة و خبرة و دراية عن العملية الانتخابية و ذلك لصياغة موقف و رؤية يتضمن معايير و مقاييس و خارطة طريق للناخب و المرشح السني على السواء ، و ذلك بهدف ايصال اشخاص ممثلون يحملون ملفات و اوجاع السنة في هذا البلد ، عسى بهدف الحفاظ على الدور و الموقع و المكتسبات لمكون كياني و مؤسسي لهذا البلد. ، و بعيدا عن الحسابات و الحساسيات العائلية و المصالح الشخصية او الارتباطات السيايسية .

٢_ يرى المراقبون و صتاع الرأي العام في الشارع السني انه من الضروري بمكان ان يرتفع منسوب الترفع و المسؤولية و الانتماء عند كل المرشحين و المنتخببين السنة بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية او الحزبية و ان يقرأوا جيدا خريطة المخاطر و التحديات المحدقة بالبلد عموما و بالسنة خصوصا في هذه اللحظة الاقليمية الخرجة ، .و هذا الامر بالتحديد يضمن المحافظة على هوية الوطن السياسية والحضارية والثقافية والقائمة على التعددية والتنوع والعيش الواحد وميزة الاعتدال وصون السلم الاهلي و تعزبز دور و مهام الدولة ومؤسساتها ، و هذا كله يسهم في تامين و حفظ الحقوق و الواجبات لدى كل المواطنين بدون استثناء او تمييز ، و هذا كله ايضا هو فقط يحفظ الكرامة الانسانية للمواطن لاي جهة انتمى ، و ليس ثقافة الدولار الانتخابي او الحصة الغذائية او الانبطاح السياسي او الوهن المعنوي .
و تأسيسا على كل ما جاء اعلاه المطلوب اساسيا من المرشخين السنة ان يعتمدوا مبدأ التوافق في كل دائرة انتخابية يترشخون بها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *