تعزيز لمبادرة السنيورة
وتقوية لمنطق المواجهة السياسية مع إيران
خاص _ البديل
أعلن تيار المستقبل استقالة نائب رئيسه، النائب السابق الدكتور مصطفى علوش في بيان جاء فيه الآتي:”تقدم الدكتور مصطفى علوش باستقالته من تيار المستقبل في اتصال اجراه مع الرئيس سعد الحريري. وقد قرر الرئيس اليوم اعتبار الاستقالة نافذة واودع القرار الامانة العامة للعمل بموجبها .وبذلك يتحرر الدكتور علوش من أي التزامات تنظيمية وله الحق الكامل وفق الاصول ان يسلك الطريق الذي يراه مناسباً سواء في الانتخابات او سواها ، متمنين له التوفيق ومقدرين مواقفه والمهمات التي تولاها في التيار طوال السنوات الماضية “.
أبعاد الاستقالة
ــ من حيث التوقيت: تأتي استقالة علوش خلال تواجد النائب بهية الحريري ونجلها أحمد في الإمارات العربية المتحدة للتشاور في الخطوات المفترض اتخاذها حول الانتخابات النيابية، وكيفية مواجهة مبادرة الرئيس فؤاد السنيورة وتطويقها والحدّ من مفاعيلها السياسية.
في المقابل، لا يمكن اعتبار الاستقالة سوى أنّها تأتي في سياق الردّ على إرادة الفراغ التي يحاول الحريري فرضها على الوسط السياسي السني، والتي يعزّزها بتكرار إصدار البيانات ذات الطابع التنظيمي التي تمنع أعضاء التيار الأزرق من المشاركة في الانتخابات النيابية.
علوش الأقرب للحريري يغادر
أما البعد الأهم، فهو أنّ علوش يعتبر أحد أكثر القياديين في تيار المستقبل دفاعاً عن سعد الحريري رغم عدم قناعته بذلك، وإستقالته تعني خسارة الحريري لأحد أهم مسانديه داخل التيار وخارجه وهو نائبه الأكثر حضوراً في الإعلام، والقيادي الأخير الذي كان يعارض حزب الله بشراسة من داخل التيار الأرزق، وبخروجه سيخبو هذا الحضور والتوجه داخل التيار وفي الإعلام.
لا يستطيع أحد التشكيك بمحبة مصطفى علوش لسعد الحريري، وقد وصل إلى درجة اليأس منه، فإنّ هذا الموقف هو إشارة واضحة إلى حجم اليأس الأشمل الذي يسود أوساط التيار الأزرقق.
وكالعادة، يبدو الذباب الالكتروني الأزرق جاهزاً للانقضاض على كلّ من يفكر أو يبادر للدعوة إلى المشاركة في الاستحقاق النيابي، فلم ينجُ علوش من هجمات الذباب الأزرق عبر وسائل التواصل.
لاقت استقالة علوش تعاطفاً لدى الصحافيين والناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما انعكس في التعليقات المنتشرة عبر هذه الوسائل.
علوش وقع وثيقة تأسيس المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني
قال مصدر في المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني إنّ استقالة علوش تدلّ على أنّه لا يريد الانضواء تحت مظلة الانكفاء السياسي والانتخابي الذي يدعو إليه الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل، ولفت إلى أنّ علوش وقع الوثيقة التأسيسية للمجلس الذي سيدعم كلّ مرشح يدعو إلى مواجهة تسلّط إيران على لبنان، وهو يقف في حالة تأييد لمبادرة الرئيس السنيورة.
تصدّع مؤثر في تيار المستقبل
الواضح أنّ استقالة علوش تعتبر تصدّعاً مؤثّراً في تيار المستقبل، خاصة أنّه متّجه نحو التنسيق مع الرئيس فؤاد السنيورة، وهذا سيعزّز موقف الأخير في مواجهة تيار المستقبل وضغوط وتخوين أحمد الحريري وفريقه الإعلامي والسياسي.
ويمكن اعتبار صيغة البيان الصادر عن تيار المستقبل بخصوص استقالة علوش بمثابة ردّ على مبادرة السنيورة وتأكيد للمواجهة معه في المنازلة الانتخابية المرتقبة.
كذلك، ستـُعتبر استقالة علوش بمثابة تشجيع لمن تبقى في تيار المستقبل من أصحاب التوجه السيادي ضدّ حزب الله وإيران بمغادرة صفوف التيار والانضمام إلى مبادرة الرئيس السنيورة.
أربعة توقيعات قيادية من المستقبل
يشار إلى أنّ أربعة من وزراء ونواب المستقبل السابقين وقعوا وثيقة التأسيس للمجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني، وهم: أحمد فتفت، حسن منيمنة، ومعين مرعبي، إضافة إلى مصطفى علوش.