Mr. Jackson
@mrjackson

مفاجأة المنية: التفافٌ نخبويّ وشعبي حول بهاء الحريري

فادي الخير ينجح في كسر الحصار ويفرض معادلة جديدة في المنية

حشود شعبية وأكثر من 1300 شخصية التقت بهاء الحريري 

نجاح زيارة المنية فاتحة التقدّم المتصاعد لبهاء الحريري شمالياً ولبنانياً

خاص – البديل

أعطى الاستقبال الحاشد للشيخ بهاء الحريري في المنية رسالة واضحة وقوية بأنّ الجمهور السنّي ينظر بإيجابية إلى عودته وإلى حركته السياسية وأنّه مستعدٌّ لملاقاتها وحمايتها ومواكبتها بلا تردّد ولا انتظار، فأهل المنية تداعوا لهذا الاستقبال بشكلٍ تلقائي لعلمهم بقدومه وعاشت “مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري” حالة استعادة لمحطات الوفاء لشهيد لبنان وأعلنت بوضوح أنّها مع نجله بهاء في استكمال مسيرته والعمل على إنقاذ أهل السنة في إطار مشروع وطني جامع.

لطالما عُرِفت المنية بأنّها معقلٌ أساس من معاقل الحريرية السياسية في لبنان وليس فقط في الشمال، وهي التي أعطت نفسها تسمية مدينة الشهيد رفيق الحريري، وسبق لها أن ساندت الرئيس سعد الحريري إلى أن قرّر الخروج من المشهد السياسي، وبات هناك من يدعو إلى وضع السنة في الثلاجة بينما يشهد لبنان والمحيط والعالم تحوّلاتٍ مصيرية توجِب وتحتِّمُ الحضور واستعادة التوازن استعداداً للتحديات الآتية.

أهمّ ما في رسالة المنية إلى صيادي الثغرات ومروِّجي الفتن أنّ الرأي العام السنّي واعٍ وقادر على فهم التحوّلات وعلى مواكبة متطلبات المرحلة، وأنّه قادرٌ على اتخاذ القرار من دون أن يمليه عليه سماسرة السياسة والمتضرِّرون من إمكانية النهوض السني بعودة بهاء الحريري، فعندما تستقبل المنية بهاء الحريري هذا الاستقبال الحارّ والحاشد، تكون قد أبلغت الحاضر والغائب أنّها تفتح أبوابها للعمل الجاد وللتعاون معه على قاعدة التكامل ووحدة الأهداف وضرورة إيجاد مظلة سياسية سنية قادرة على القيادة.

فادي الخير: الحليف المثابر يفرض معادلة جديدة

وفي قلب هذا المشهد برز حضور فادي الخير الذي يتعاون مع بهاء الحريري منذ سنوات، وحمل مشروعه تنفيذياً عبر مشاريع تنموية منها ذات علاقة بالدعم في مجال الطاقة، وإنشاء مركزٍ لغسيل الكلى عرقله تحالف المتضررين، ورغم ذلك تمكّن من تنظيم المشهد الجماهيري والنخبوي في المنية بشكل متقن، وتعامل بمرونة مع فعاليات المنية المعارضين لحركة بهاء الحريري بالكثير من الحكمة والاحتواء، وهذا ما نزع الألغام من طريق الزيارة التي شكّلت مفاجأة من العيار الثقيل للأصدقاء والخصوم على حدٍّ سواء.

وما بين أهمية حضور بهاء الحريري وجهود فادي الخير وحسن تواصله مع فعاليات المنية، كانت المحطات الشعبية الفارقة في مسجد الفاروق بعد صلاة الجمعة وفي دير عمار حيث تلا الفاتحة لروح الشهيد وسام عيد، وفي مقرّ إقامته حيث استقبل ما يزيد عن 1300 شخصية من مختلف القطاعات والاختصاصات، فكانت بالفعل من أفضل ما حملته جولات بهاء الحريري حتى الآن.. وهي ستفتح الباب أمام المزيد من كسر الحواجز وانطلاق التواصل الشعبي والنخبوي نحو “مسار” النهوض المنتظر.

ولا شكّ أنّ هذا النجاح ثبّت فادي الخير بمكانته السياسية التي بناها طيلة السنوات الماضية، وحرصه على إنجاح حركة بهاء الحريري السياسية، وهذا الأمر ستكون له تداعياته السياسية في المنية حيث اللعبة الانتخابية تنتقل داخل العائلات وفيما بينها، ويبدو أنّ فادي الخير يتقنها بشكل كبير.

لقد التفّت المنية حول بهاء رفيق الحريري لتؤكِّد أنّه ليس باستطاعة أحد احتكار قرارها وأنّها بهذا التنوع السائد فيها قادرة على صياغة علاقاتها السياسية بشكل حضاريّ وبدون اصطفافات سلبية تؤثِّر على العلاقات الطبية بين أهلها، وهذا أحد المعايير الأساس التي يعمل على أساسها زائرها، فهو فضّل العمل الهادئ البعيد عن الصخب الشعبوي، لكنّ أهل المنية جمعوا الجمهور مع النخب وفتحوا مدينتهم وقلوبهم لبهاء رفيق الحريري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *