Mr. Jackson
@mrjackson

طرابلس أمام محاولة جديدة لاختراق ثقافتها وهويّتها

ما زالت محاولات اختراق المجتمع بالأفكار المعادية للدين مستمرّة، في طرابلس وغيرها. وما زالت طرابلس بفضل الله تعالى منيعة عصيّة على هذه المحاولات.

آخر هذه المحاولات دعوةٌ وجّهتها إحدى المنظّمات الناشطة على مستوى الـ “أديان”، لـ(قادة دينيين) من أجل التشارك في ورشة عمل حول “دور القادة الدينيين في تفعيل دور النساء وحقوقهنّ في المجال الديني”. ما يثير العجب والسخرية في هذه الجمعية أنّها جمعية علمانية إلحادية تسعى إلى عزل الدين عن التشريع، وإلى استصدار قانون موحّد وضعي للأحوال الشخصية لجميع الملل، وإقصاء الشريعة عن رعاية شؤون العائلة والزواج والطلاق والحضانة والإرث، وتدافع عن حقوق الشذّاذ بشتّى أشكالهم، بل وتدعو إلى تشريع الشذوذ، وتدافع عن المروّجين للإلحاد… وفي الوقت نفسه تزعم أنّها (حاضنة للأديان!). فهي لا تحمل أثرًا من دين إلّا عجلًا جسدًا له خوار، ومع ذلك تدّعي الوصاية على القادة الدينيين، وتريد تدريبهم!

وفي هذه المناسبة يهمّ ديوان طرابلس الثقافي أن يبشّر أهل طرابلس – ويخيّب أمل الساعين في إفسادها في الوقت نفسه- بأنّ مدينتهم عصيّة منيعة ولن تنزلق إلى مثل هذه الفخاخ ما دام فيها مخلصون واعون نذروا أنفسهم للدفاع عنها ورصد كلّ محاولة لاختراق ثقافتها وهويّتها، وأنّه لن يلتحق بهذه الدعوات إلّا منبوذ من أهل طرابلس. فقد سبق أن حذّر مشايخُ طرابلس وعلماؤها العمل مع هذه المنظّمات، على الرغم من مراوغتها وتسلّلها في صورة الحمل الوديع والناصح الأمين الذي يحمل الخير لأهل الدين! ولكنّ وجههم الحقيقي بان وانكشف بفضل الله تعالى أوّلا ثمّ بجهود المخلصين الواعين ثانيًا، فتُركوا منبوذين مخذولين لا يجدون من يلبّي دعواتهم.

وإنّنا إذ نثمّن وعي أهل طرابلس ودور مشيختها وعلمائها، نضع هذا النشاط الذي كان مُزمعًا عقده وربما لا يزال مزمعًا عقده، في فندق في ميناء طرابلس في عهدة دار الفتوى ورأسها سماحة مفتي طرابلس والشمال الذي أثبت مواقفه الغيورة على دين الله.
كما ندعو المؤسّسات الخاصّة والعامّة إلى رفض احتضان تلك الأنشطة. ونتمنّى على الفندق الذي قرّر استضافة هذا النشاط أن يتواصل مع سماحة المفتي للسؤال عن حكم الشرع في هذه الأعمال واستضافتها، ولا سيّما أنّ سماحته كان قد أصدر سابقًا فتوى بحرمة العمل والتعاون مع المنظّمات المشبوهة التي تروّج للأفكار المضادّة لدين الله تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *