طارق الحجيري
يوم أطلق ولي عهد المملكة العربية السعودية ورئيس حكومتها الأمير الشاب محمد بن سلمان مشروعه المتكامل ورؤيته للملكة تحت شعار ” السعودية ٢٠٣٠” سخر الأعداء وتوجس أغلب الأصدقاء بأنها مجرد كلام عاطفي ستنتهي مفاعيله عند أول المطبات الكثيرة .
ولأن الأفعال تكشف معادن الرجال فقد بات العالم برمته يرى سعودية متجددة بالكامل في كل مجالات الحياة مع الحفاظ على تراثها وقيمها الدينية كأرض ومهد للدين الاسلامي وقبلة للمسلمين .
كرة القدم أو الساحرة المستديرة كما تسمى لها نصيبها من الإهتمام والرعاية فقد باتت أخبار صفقات الأندية السعودية تتصدر عناوين الأخبار الرياضية عالميا وتؤشر لبلوغ الدوري السعودي مراحل المنافسة الجدية مع أكبر وأهم دوريات العالم .
لم تهدف صفقات جذب النجوم كبار واللاعبين الذي أثروا دوريات اوروبا وغيرها بفنياتهم ومهاراتهم وأهدافهم الرائعة لخلق عناوين الإثارة الصحافية والضجة الإعلامية ،،، بل لخلق مشروع استثمار اقتصادي رياضي اعلاني بالغ الأهمية يرتكز على قواعد سليمة للوصول للأهداف المرسومة .
وصول لاعبين نجوم عالمين كالبرتغالي رونالدو والفرنسي بنزيما والبرازيليين نيمار وفيرمينيو والجزائري رياض محرز وغيرهم من نجوم الصف الأول إضافة لمدربين كبار فتح عيون العالم على التطوير الرياضي في المملكة ،، مجرد جذب هكذا أسماء ارتفعت نسبة مشاهدة الدوري السعودي عالميا وخلق حضورا قياسيا للجماهير إضافة لارتفاع عقود الرعاية ومبيعات السلع الرياضية التجارية الخاصة بالأندية .
كرة القدم لم تعد مجرد وسيلة تسلية أوقات الفراغ بل باتت صناعة متكاملة قائمة بذاتها تخلق ملايين فرص العمل وتجني المليارات عبر وسائل الاعلام ومؤسسات التسويق والتأمين وانتاج السلع الرياضية وشركات البناء وتطوير المنشآت ،،، كما أنها تشكل أفضل الحلول لمشاكل صحية كالبدانة وإدمان المخدرات والكحول .
خلال سنوات معدودة لن تتعدى أصابع اليد الواحدة سيدخل الدوري السعودي لكرة القدم باب المنافسة الجدية مع أقوى دوريات العالم وأقدمها كالاسباني والانجليزي والايطالي وغيرها ما يخلق تغييرا الزاميا في خارطة المسابقات الكروية لاستيعاب النموذج السعودي الجديد .
الحقيقة اليوم أن العالم أمام أفضل نموذج في بناء دولة المؤسسات وعصرنتها وفتح أبوابها وأجوائها لكل نافع في التنمية والتطوير وبناء الإنسان بكل سلاسة وهدوء وأمان واحتضان شعبي محلي واثق ،، في الوقت الذي تشتعل فيه الحرائق وتغرق شعوب كثيرة ببحور دماء الحروب العبثية والانقلابات العسكرية الدامية ويشهد العالم تهشم خرائط الدول من اوكرانيا الى أفريقيا .
رهان الأمير محمد بن سلمان على الشباب السعودي والعربي أعطى ثماره اليانعة فقد أفل نموذج الدولة – خيمة العشيرة الى غير رجعة وانبلج فجر الدولة – المؤسسة بكل معنى الكلمة والقادم أعظم وأجمل .