موقف اليوم الصادر عن الدائرة الإعلامية في القوات اللبنانية:
من المصطلحات الرائجة في الآونة الأخيرة “وحدة الساحات”، وأصحاب هذا المصطلح يتغنّون به ويتبجحّون وكأنه اختراع آخر زمان واكتشاف العصر الحديث، ويروّجون بأنّه يدرُّ على اللبنانيّين المنافع والفوائد والمكاسب التي تعدّ ولا تحصى، ومأخذهم أنّ قسمًا من الشعب لا يقدِّر ولا يثمِّن التضحيات الجسام التي حولّت لبنان إلى ساحة وربطته على خناقه بالساحات الأخرى، وأنّ هذا القسم لا يعي مدى أهمية وجوده في هذه الحياة في حقبة توحيد الساحات.
فمصطلح “وحدة الساحات” مرفوض شكلاً ومضمونًا، لأنّ لبنان دولة لا ساحة، ولم تتحوّل أوضاع شعبه إلى مأساوية وكارثية سوى عندما أسقطت الممانعة الدولة اللبنانية وحولّت الوطن اللبناني إلى ساحة مستباحة لمشاريعها التخريبية والهدّامة والتدميرية..
رفضنا ونرفض استمرار لبنان ساحة من ساحات الممانعة..
رفضنا ونرفض استمرار ربط لبنان بمحور العنف والقتل وعدم الاستقرار..
رفضنا ونرفض الوحدة التي تنتقص من استقلال لبنان وسيادته..
رفضنا ونرفض الوحدة التي تسلب لبنان قراره ونهائيّة كِيانه..
رفضنا ونرفض أي وحدة لا تميِّز حتى حدود الفصل بين استقلالية القرار اللبناني، وبين الوحدة في التطلعات المشترَكة لمستقبل الإنسانية في عالم حديث ومتطوِّر لا أولوية له سوى الإنسان ورفاهيته..
رفضنا ونرفض كل ما يمتّ إلى الممانعة بصلة، هذه الممانعة التي حوّلت المنطقة ولبنان إلى جهنّم وجحيم..
رفضنا ونرفض كل ما يمتّ إلى الممانعة بصلة، بدءًا بدورها التخريبي في منع قيام دولة لبنانية فعلية، وصولاً إلى إبقائها لبنان مساحة موت ودمار وخراب وعدم استقرار..
رفضنا ونرفض كل محاولات إبقاء لبنان جزءًا من محور الممانعة، لأنّ هذا البلد لن يستعيد عافيته سوى بعد تحريره من هذا المحور وفكّ الارتباط مع وحدة ساحات الموت..
رفضنا ونرفض كل ما يمتّ بصلة إلى محور الممانعة الغاشم الذي لا يقيم أي اعتبار للإنسان ومنطق الدول ونهائيّة الكِيانات..
رفضنا ونرفض “وحدة الساحات” التي تُبقي لبنان ساحة عنف وتخلُّف وعدم استقرار..
تشكل “وحدة الساحات” أصدق تعبير عن مشروع لا يصدِّر سوى العنف والموت والقتل..
“وحدة الساحات” مشروع قديم عفّ عليه الزمن وترفضه الناس التي تريد العيش بكرامة وأمن واستقرار وازدهار..
“وحدة الساحات” ستبدأ بالتساقط الواحدة تلو الأخرى بدءًا باليمن وصولاً إلى لبنان، فهذه الوحدة لا تشبه تطلعات شعوب المنطقة بدول سيدة على أرضها ومزدهرة باقتصادها ومشاريعها..
“وحدة الساحات” كانت أسوأ ما عرفه لبنان في تاريخه، حقبة سوداء دمرت لبنان وقضت على نصف شعبه..
لقد دخلت المنطقة ولبنان في مرحلة بداية النهاية لما سُمّي بـ”وحدة الساحات” التي وحّدتها الممانعة بالعنف والقتل، فهذا المشروع وصل إلى نهاياته، والإنتصار دائماً من نصيب الشعوب التي تنشُر ثقافة الحياة وتواجه ثقافة الموت..