بداية، بلاد الشام شهدت أول تحول للإنسان من الصيد إلى الزراعة المستقرة. وتحوي أقدم مدن العالم مثل دمشق وجبيل وأريحا وحلب وصيدا.
طراز البيت الدمشقي وجد أيام الكنعانيين، اذ ان معظم اشكال بيوت الميسورين منهم كانت على شكل ساحة مكشوفة على الفضاء ومحاطة بالغرف
لكن التطور الحقيقي حصل بعد الفتح الإسلامي:

1 تقسيم البيت إلى قسم للرجال وضيوفهم وقسم للنساء
2 قواعد الطهارة أوجدت حمامات داخل البيت، ونوعاً من الصرف الصحي لم يكن موجوداً في دمشق بهذا التعقيد
3 الوضوء افترض وجود بحرة مياه جارية متجددة بنافورة تحريم التصوير، فرض نوعاً جديدا من الزخرفة النباتية والهندسية تطور بشكل كبير وانتقل من دمشق إلى باقي مناطق العالم الإسلامي.

4 تحريم التصوير، فرض نوعاً جديدا من الزخرفة النباتية والهندسية تطور بشكل كبير وانتقل من دمشق إلى باقي مناطق العالم الإسلامي.

5 التواضع الإسلامي دفع لبساطة البيت من الخارج والتركيز على الداخل، ليصبح أشبه بالجنة الصغيرة. كي لا يتحول إلى سجن للمرأة المقيدة بخروجها من المنزل.
ولتأمين الماء الجاري للبيوت الدمشقية تم انشاء فروع جديدة لنهر #بردى منذ عصر يزيد بن معاوية رضي الله عنه، وتم تخصيص أحد هذه الفروع لتصريف المياه العادمة، وهو الفرع المسمى قلوط.

فيما استمرت الحمامات العامة أيضا التي اتخذت طابعا اجتماعيا.
وبالرغم من أن كثير ممن عمر هذه المنازل والمساجد كانوا من النصارى، لكن المتطلبات الإسلامية دفعتهم لنمط جديد غير مسبوق من العمارة والفسيفساء.
لذلك لا نجد هذا الإبداع في الكنائس وبيوت النصارى التي بنيت بنفس العهد.

ولذلك دهش المأمون لما دخل لمسجد بني أمية بدمشق، وذكر أن أعجب ما فيه: “بنيانه على غير مثال متقدم”.
فهذا طراز عمراني ظهر فجأة دون سابق له. واعتبر المهدي أن بني أمية سبقوهم بأربعة أمور لا يمكن للعباسيين اللحاق بها: منها المسجد الأموي وقبة الصخرة.

أما عن سبب انتقال هذا الطراز المعماري للأندلس فلأن جيش موسى الذي فتحها كان أكثره من عرب الشام. لذلك يقول مؤرخ الأندلس المقري في نفخ الطيب: “ان الفاتحين للأندلس هم أهل الشام ذوو الشوكة الحديدة، غالب أهل الأندلس من عرب الشام”.