Mr. Jackson
@mrjackson

تعاون وزير الزراعة وغرفة طرابلس نموذج للسّعي للخروج من الانهيار محافظين على الوحدة الوطنية

غرفة طرابلس تستجيب لحاجات الأمن الغذائي وتضع مخبراتها في خدمة جميع المناطق اللبنانية

مبادرات الحاج حسن تتيح توسيع العمل التنموي وعزله عن الصراع السياسي

أحمد الأيوبي

لم يبقَ للبنانيين في قلب الكارثة والانهيار، إلاّ أمنهم الغذائي وهو مهدَّدٌ بجور الصراع السياسي وبجشع بعض غيلان الفساد المنفلتين في الأسواق يمارسون أبشع أنواع الاستغلال، بينما يقتصر حضور الدولة على جهود بعض الوزراء الذين يحاولون الاستجابة للأولويات ويسعون إلى تحييد وزاراتهم عن ضغوط الصراع السياسي ونتائجه الكارثية على الاقتصاد الوطني ومجمل الحياة العامة، وهنا تكمن أهمية الوزرات المرتبطة بالاقتصاد وسلامة الغذاء، وتحديداً: الصحة، الزراعة والصناعة، مع ما يتربط بها من إدارات عامة.

وسط هذه العواصف تقف غرفة طرابلس الكبرى فاتحة أبوابها لتأمين عناصر الأمن الغذائي ليس للشمال فحسب، بل لكلّ لبنان، وهذا ما كشفته أزمة الكوليرا الأخيرة التي أظهرت الأهمية الكبرى لدور مختبرات مراقبة الجودة وسلامة الغذاء وأعطت شيئاً من حقها المعنوي الغائب إعلامياً فيما تلعبه من أدوار حيوية في حماية الأمن الغذائي للبنانيين.

من لطف الله في اللبنانيين وهم في هذه الكارثة أنّه يسّر وصول بعض الوزراء الذين احتفظوا بأمانتهم ولم يركنوا ولم يستسلموا أمام شمول الانهيار، وقرّروا مواصلة العمل في وزاراتهم لتأمين الحدّ المتاح من الخدمات للبنانيين، ومن أبرز هؤلاء وزير الزراعة عباس الحاج حسن الذي تمكّن من تجاوز خطوط التماس السياسية وقطع الطرق على العوائق الظاهرة والخفية للتنقل بين المناطق، استجابة للحاجة القاهرة للتصدي للأزمات، وكان آخرها أزمة الكوليرا.

تعاون متقدّم معزّز بالروح الإنسانية والمسؤولية الاجتماعية

ما حصل من تعاون بين غرفة طرابلس الكبرى بشخص رئيسها وفريقها الإداري والتقني ووزير الزراعة وفريق الوزارة في أزمة الكوليرا يعتبر نموذجاً متقدِّماً من الاستجابة للأزمات في مسألة تخصّ أمن المواطنين وسلامتهم بل وتهدِّد حياتهم في ظلّ انهيار القطاع الصحي وانعدام إمكانيات العلاج بسبب تدهور أوضاع الناس المالية والمعيشية، وهو أداء معزّز بالروح الإنسانية والمسؤولية الاجتماعية.

تحدّي أزمة الكوليرا

تحوّلت الكوليرا إلى أزمة جديدة حطّت رحالها فوق أعناق اللبنانيين، وهدّدت صحتهم، وبات القلق مسيطراً على الجميع، وساد الخوف من تناول الخضار والفواكه والحشائش خشية تلوّثها ببكتيريا الكوليرا، ولم تكن هناك من وسيلة لحسم الهواجس سوى بتدخل فريق غرفة طرابلس الكبرى عن طريق أخذ عيِّنات عشوائية من أسواق طرابلس والمناطق الشمالية وإجراء الفحوصات المركزة عليها بالتعاون مع وزارة الزراعة التي وسّعت نطاق الفحص إلى بيروت ومناطق أخرى، لتنتهي الجولة بإعلان الوزير عباس الحاج حسن من غرفة طرابلس بحضور الرئيس دبوسي أنّ النتائج كلّها جاءت سلبية، ولا أضرار من تناولها، وهي بالتالي مطابقة للمواصفات وخالية من بكتيريا الكوليرا وكل الملوثات، ويتوفر معها الأمن الغذائي الوطني وسلامة المواطنين.

إعلان سلامة

المنتجات الزراعية.. خبر أوّل

كان لحضور الوزير الحاج حسن إلى غرفة طرابلس وإعلان النتائج مع الرئيس دبوسي أهمية معنوية كبرى وكان ذلك خبراً أول للبنانيين الذين تناسَوا كوارثهم الاجتماعية وبات كلُّ همِّهم محصوراً في سلامتهم الغذائية.

لم يكن هذا التعاون هو الأول من نوعه بين غرفة طرابلس ووزارة الزراعة، بل سبقه تنسيق في مختلف المجالات، وتكامل لمساندة مصلحة الزراعة في طرابلس والشمال على أداء مهامها مع أداءٍ مميز من رئيستها المهندسة سونيا الأبيض، ومن المتوقع أن يتوسع هذا التعاون في المزيد من الملفات المهمة.

فريق غرفة طرابلس مستعدٌّ للتحرّك في جميع المناطق

ما صدر عن الوزير الحاج حسن من مبادرات ومواقف أمرٌ يستحقّ التقدير، ويتيح توسيع مساحة العمل التنموي وعزله عن تأثيرات الصراع السياسي، وهو ما يتوق إليه اللبنانيون جميعاً لتخفيف آثار الكارثة وفي تلمّس الطريق للخروج من الانهيار محافظين على وحدتهم الوطنية.

في وداع الوزير الحاج حسن أبلغ الرئيس دبوسي ضيفه وضيف طرابلس أنّ الغرفة مستعدة للتدخل في جميع المناطق اللبنانية لتوفير خدمة الفحوصات في كلّ ما يتعلّق بالأمن الغذائي والاجتماعي للمواطنين اللبنانيين من بعبلك الهرمل والبقاع مروراً ببيروت وكسروان وجبيل وصولاً إلى الشمال وعكار، وأنّ فريق الغرفة مستعدٌّ لتأمين انتقال العيّنات المطلوب فحصها في حال تعذّر ذلك لأنّ غرفة طرابلس تضع جميع إمكاناتها في خدمة عموم اللبنانيين وخاصة في زمن الأزمة حين يصبح التعاضد والتكافل واجباً دينياً وأخلاقياً ووطنياً.

مرّة جديدة تؤكّد غرفة طرابلس أنّها تجاوزت دورها الوظيفي المحدود لتأخذ باليمين مهمات وطنية اجتماعية تتكامل فيها مع جميع أطياف المجتمع وتساهم في حفظ وتماسك ما تبقى من إدارات الدولة اللبنانية.

في ختام كلمته قال الوزير الحاج حسن إنّه لم يعد لدينا مناطق محرومة بشكل محدّد لأنّ الحرمان أصبح شاملاً، ولا شكّ أنّ هذا الشعور بات مسيطراً على أغلب اللبنانيين وهم يحتاجون بشكلٍ مُلِحّ إلى هذا التعاون أو التحالف بين أصحاب الإرادات الطيبة على مستوى الوطن قبل سقوط ما تبقىّ.. من الدولة والكيان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *