Mr. Jackson
@mrjackson

“شهريار الفيلق”

أحمد االأيوبي

لعلّ قليلاً منّا قد سمع بهذا الاسم، بهنام شهرياري، لكن مجرّد ذكره في الأوساط الدولية يستحضر ملفات لصفقات مشبوهة جرّت على لبنان والمنطقة الويلات.بهنام شهرياري مسؤول كبير في القسم 190 التابع للحرس الثوري الإيراني، وهو مسؤول عن نقل وتهريب الأسلحة والعملاء الإيرانيين على مستوى العالم. فضلاً عن نشاطه في غسيل الأموال وتهريب النفط نيابة عن الحرس الثوري – فيلق القدس، فهو مرتبط بنترات الأمونيوم التي تسبّبت في انفجار مرفأ بيروت في آب 2020.بحسب تقارير صحافية غربية وروسية، سلّمت شركة النقل البحري الإيرانية كيش (LTK) كميّات كبيرة من نترات الأمونيوم إلى “حزب اللّه” منذ عام 2011، وكان كلّ من بهنام شهرياري ومجتبى موسوي طبر (عضو الحرس الثوري الإيراني- فيلق القدس) مديرين لـ LTK. وتشير المصادر إلى أن بهنام شهرياري كان قد استخدم محمد قصير كقناة مالية بين الحرس الثوري الإيراني و “حزب اللّه”، وكان محمد قصير مسؤولاً عن الخدمات اللوجستية للحزب لمدة 20 عاماً تقريباً، وجرى تسليم شحنات متعدّدة من نترات الأمونيوم من مصدر إيراني إلى بيروت بين عامي 2011 و2014. وصلت ثلاث شحنات من نترات الأمونيوم (إيرانية المصدر) إلى بيروت بين تموز 2013 ونيسان 2014 وجرى نقل 670 طناً عبر شركات الطيران الخاصة التابعة للحرس الثوري Mahan Air والشحن البحري مثل LTK وكانت هناك شحنة أكبر بكثير على متن السفينة MV Rhosus في آب 2013، والتي بلغ مجموعها وفقاً لسجلات الشحن 2750 طناً.ظلّت السفينة MV Rhosus راسية في مرفأ بيروت بحمولتها من النترات حتى عام 2014؛ حيث صادرت الجمارك اللبنانية السفينة وحمولتها في ظلّ ظروف مشكوك فيها وبدلاً من التخلّص من الحمولة، تمّ نقلها بظروف سرية إلى”المستودع 12” داخل المرفأ.في 4 آب 2020، انفجر المستودع 12 فدمّرت المدينة، وأسفر ذلك عن مقتل أكثر من 220 شخصاً وإصابة أكثر من 7000، وتسبّب في أضرار بقيمة 15 مليار دولار وترك 300 ألف شخص بلا مأوى. وأفادت التحقيقات بأن نترات الأمونيوم كانت مخزّنة إلى جانب 23 طناً من الألعاب النارية و1000 إطار سيارة ما أدّى إلى الانفجار بعد سنوات من الإهمال.من المرجّح أن “الحزب” جمع كميّات من نترات الأمونيوم لدعم الدكتاتور السوري بشار الأسد خلال الحرب السورية 2011، حيث كان الحزب منخرطاً بشدّة في عمليات قتالية داخل سوريا خلال عامي 2013 و2014.مباشرة بعد انفجار المرفأ، أغلقت القوات المسلّحة اللبنانية المنطقة، سامحة فقط لـ “حزب اللّه” بالوصول إليها، واختفت القضيّة منذ ذلك الحين ولم يعرف حتى اليوم كيف وصلت هذه الشحنة، إلّا أنّ المعلومات التي قادنا إليها البحث تشير إلى ارتباط شهرياري بها.دور شهرياري في تهريب النفط الإيراني لتمويل الأسلحة الفتّاكةاستخدم المواطن التركي سيتكي آيان المقيم في تركيا شبكته التجارية الواسعة لتسهيل وإخفاء بيع وشحن النفط الإيراني بالشراكة مع المسؤول في قوات الحرس الثوري بهنام شهرياري. وقد أبرم آيان عقوداً تجارية لبيع النفط الإيراني بمئات مليارات الدولارات للمشترين في الصين وأماكن أخرى في شرق آسيا وأوروبا.تتلاعب شركة آيان بأنظمة التعريف التلقائي (AIS) الموجودة على متن السفن، وتزوير وثائق الشحن، ودفع الرشاوى، والتحايل على القيود المتعلّقة بإيران. وقام مسؤولو مجموعة ASB (التي يرأس آيان مجلس إدارتها) بتحويل ما يعادل ملايين الدولارات بعملات مختلفة لصالح الحرس الثوري. واعتباراً من 2017، وافقت ASB على بيع النفط الخام من شركة النفط الوطنية الإيرانية (NIOC) وعبر هذه الشبكات التجارية تمكّن شهرياري من تمويل الحرس الثوري الإيراني بملايين الدولارات لتمويل أنشطته في تسليح جماعاته في لبنان والمنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *