رجل خير نشر العطاء في دول عربية وإفريقية وحقوقي عالمي ناصر فلسطين في منابر المنظمات الدولية
بصمات أبي عبد الله في طرابلس تمتدّ من ستينيات القرن الماضي حتى اليوم
حضور الشيخ مبارك المطوع في طرابلس إشعاع نور في زمن الأزمات الضاغطة
أحمد الأيوبي
أفضل توصيف للّقاء مع الشيخ مبارك سعدون المطوع هو أنّه الاجتماع مع واحد من الكبار الذين يحملون الفكر الموسوعي والعزيمة الصلبة والرؤية السديدة والحكمة والبصيرة وهو السهل الممتنع الذي تراه في اقترابه وحنوّه وتواضعه ومجبته كأنّك تعرفه منذ سنوات.. وهو القامة الرفيعة والهامة الشامخة في عالم الحقوق وأعمال الخير والتربية والتعليم وفي الدعوة نموذجاً للإنجاز، فهو رجل العمل المؤسساتي المبدع في مواكبة التطوّر على كلّ صعيد.
الجلوس مع أبي عبد الله الشيخ مبارك المطوع يُحيي في القلب والروح والعقل الطموحات الكبيرة ويشحذ الهِمم ويبثّ الرجاء والثقة بالله أنّه طالما نأخذ بالأسباب فإنّ سُنّة التغيير ستوافقنا في مسيرتنا وبوجوده تصبح الرؤية أكثر وضوحاً وأعلى مستوى لأنّ تجربته الثرية ترفد الطموحات بأن نرى في طرابلس والشمال المحرومان تاريخياً مشريع رائدة تستجيب لحاجات المجتمع، فيصل خير الشيخ مبارك إلى أجيالنا اليوم، ويحمل الأجر والمحبة في قلوب أهل الفيحاء الأوفياء..
لا نعرف بالتحديد ما هو سرّ تعلّق الشيخ مبارك بطرابلس، لكنّ الأكيد أنّه عمل في دول كثيرة، وأنشأ مشاريع خيرية واستثمارية في دول عربية وأخرى إفريقية وله استثمارات في أوروبا وغيرها، ومع ذلك، بقيت طرابلس في قلبه يأوي إليها كلّما أبعدته عنها الأيام..
أينما نظرتَ في طرابلس ترى بصمات أبي عبد الله المبارك في مؤسساتها الخيرية (بيت الزكاة والصدقات) والتعليمية (جامعة طرابلس) ولا يمكن حصر ما قدّمه هذا الكبير منذ ثمانينات القرن الماضي للفيحاء في مؤسسات صمد بعضها واندثر بعضها الآخر.. وهو المولع بحب أهلها وتاريخها ومدينتها القديمة ومساجدها العريقة.. فلم يتركها في ذروة أزماتها ولم يتوانَ عن مساندتها في مختلف المراحل، ولو أبعدته الظروف، فإنّه يعود إليها مجدّداً يحمله حنين صافٍ لمدينة يتعلّق بها كلّ من عرفها..
لم نبالغ عندما نصف الشيخ مبارك المطوع بأنّه رجلٌ موسوعي من طينة الكبار الذين ملؤوا فضاء الدعوة والعمل الخيري في القرن الماضي، ومن نعم الله على المسلمين أنّ الله تعالى منحه من العمر ما أكمل به مسيرتهم، بل وطوّرها فأصبحت تواكب العصر بتحدياته المستجدّة وبات يقارع قيود الغرب في التكنولوجيا بمشاريع بديلة ستبصر النور في وقت قريب بإذن الله..
الشيخ مبارك المطوع هو أيضاً ذلك المحامي البارز والحقوقي اللامع الذي انطلق من بلده العزيز الكويت إلى المحافل الدولية من خلال الاتحاد الدولي للحقوقيين وهو نائب رئيسه، ليقارع الاحتلال الإسرائيلي في مجلس حقوق الإنسان وفي المحاكم المختصة، برفع الدعاوى وملاحقة قادة العدو وفق القوانين الدولية ومتابعة هذه الخطوات أولاً بأوّل نصرة لشعب فلسطين ولأهل غزة المظلومين..
سيرة الشيخ أبي عبد الله مبارك المطوع تستحقّ الإحاطة والتكريم لرجل أحسن الانتقال بين الأزمنة وأتقن قيادة السفينة فلن تغلبه العواصف ولم تغيّره المصاعب، فهو من معدنٍ أصيل ومنبت شريف زيّنته وسطية الإسلام وحبّ الخير للعالمين!
حضور الشيخ مبارك المطوع إلى طرابلس وإصراره على العمل فيها تنمية واستثماراً ودعماً معنوياً بما يملك من علاقات عربية ودولية في مختلف المجالات شعاع نور في زمن الأزمات والظلام الذي يحاول كثيرون فرضه على المدينة.
هذا هو جوهر اللقاء الذي جمعنا سوياً مع الشيخ مبارك في مكتب رئيس فرع مخابرات الشمال العميد نزيه البقاعي رجل الأمن والتنمية والفكر والحوار فكان اللقاء مناسبة للتعارف وللبحث في أوضاع طرابلس والشمال وسبل تحصين الأمن الاجتماعي وتحقيق التنمية المطلوبة في ظلّ الأوضاع الراهنة، وأكّد المجتمعون على مركزية الاعتدال والتعاون والتكامل بين مبادرات أهل الخير وفي مقدّمهم الشيخ مبارك المطوع صاحب الأيادي البيضاء في المجالات الحقوقية والإنسانية والتربوية، وبين واجبات الدولة في توفير الأمن والاستقرار رغم الظروف الصعبة التي يواجهها لبنان حالياً.