Mr. Jackson
@mrjackson

لماذا هذا الهلع من عودة بهاء الحريري؟

حربٌ الكترونية “زرقاء” من جانب واحد وبهاء يتفرّغ للعمل والبناء

الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل لم يصدرا موقفاً رافضاً لحركة الشيخ بهاء فباسم من يتحدّث ناشرو الكراهية؟

مقارنة الأخطاء في السياسة ليست لصالح المستقبل

مهاجمو بهاء لا يطرحون بديلاً ويريدون إبقاء السنّة في ثلاجة انتظار بلا أفق

المجتمع السنّي واللبناني يحتاج إلى المبادرة في ظلّ الانهيار وحركة بهاء يمكن البناء عليها

كتب أحمد الأيوبي

من يشاهد ويتابع وسائل التواصل الاجتماعي يرى أنّ حرباً ضارية يشنّها بعض “السابقين” من وزراء عبر مواقع لهم وفصائلُ من “الذباب (الالكتروني) الأزرق” بلا هوادة ضدّ عودة الشيخ بهاء رفيق الحريري إلى لبنان ومباشرته العمل السياسي وانطلاق لقاءاته المفتوحة مع المواطنين في مختلف المناطق. ومن يقرأ لغة هؤلاء المتطاولين يلمسُ في عباراتهم ومصطلحاتهم هلعاً شديداً من هذه العودة، وكأنّها تصيبهم بمقتـَلٍ في وجودهم السياسي والمعنوي، رغم أنّ بهاء الحريري قرّر أن لا يدخل في نزاعٍ أو خصامٍ مع أحد، بل يركِّز على البناء والتحصين للمجتمع السنّي كأولوية وللبنان على قاعدة الشراكة والحفاظ عليها انطلاقاً من اتفاق الطائف ومن التمسك بالمسار التاريخي والتأسيسي للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين منذ الاستقلال عن الانتداب الفرنسي وصولاً إلى استقلالنا الثاني مع استشهاد الرئيس رفيق الحريري، ومواصلة للنضال للوصول إلى الاستقلال الثالث وبناء الدولة السيدة والحرة والمستقلة، كما يعلن.

يخوض الناقمون والمصابون بالهلع معركة من جانب واحد ضدّ الشيخ بهاء الحريري الذي لا يكترث لها، لكنّ هناك أسفاً عند عموم اللبنانيين لهذا السلوك غير المفهوم في تقدير الموقف السياسي، حيث تمسُّ الحاجة إلى المبادرات ويفتقر المجتمع السنّي إلى الحدود الدنيا من الرعاية والدعم والإسناد،

وهنا يعتبر أغلب اللبنانيين أنّ الحملة على الشيخ بهاء غير مقبولة، لأنّها تحكم مسبقاً عليه، وأنّ المنطق يقول بمواكبة حركته، فإذا أحسن العمل حصد الثناء والنجاح، إذا لم يستطع النجاح يكون الحكم على الوقائع، وليس بناءً على الحساسيات والاصطفاف الأعمى.

لا تظهر هذه الحملات على وسائل الإعلام الجادّة، بل تستفيد من الفضاء الالكتروني المفتوح للتشويش من دون تقديم أيّ بديل، ولا يصدر رسمياً عن تيار المستقبل أيّ موقفٍ رسميّ معادٍ للشيخ بهاء، سوى اجتهادات منسقٍ من هنا وناشطٍ من هناك، يحاولون الظهور بمظهر المدافع عن الرئيس سعد الحريري، رغم أن بعضهم يشغل مناصب حساسة في خدمة الناس وقد تحوّل رمزاً للفشل الذريع في وظيفته العامة ثمّ نراه ينظِّر عن الفشل والنجاح في السياسة..!!

هي حربٌ من جانب واحدٍ إذاً،

حربٌ من جانب من يريد أن يبقى السنّة في ثلاجة الانتظار حتى يتحوّلوا جليداً ميتاً لا حياة فيه، بانتظار المجهول، وهذا يعني فرضَ الانتحار السياسي على هذا المكوِّن المؤسِّس للكيان اللبناني، والانتحار حرام شرعاً للأفراد والجماعات،

ولهؤلاء يوجِّهُ الرأي العام أسئلة كثيرة منها:

لماذا لا يصدُرُ موقف رسميّ من الرئيس سعد الحريري برفض زيارة شقيقه إلى لبنان، وإذا كان لم يعلن موقفاً رافضاً لها، فباسم من يتحدّث هؤلاء “المستقبليون” وباسم من يطلقون كلّ هذا المقدار من الكراهية والاستهداف المسبق وباسم من يتحاملون على كلّ من يريد التعاون ودعم مسيرة الشيخ بهاء رفيق الحريري؟

التهديد بشعبة المعلومات وباستهداف مصالح المتعاونين مع بهاء الحريري!

يهدِّد المشوِّشون النخَبَ السنية خاصة بأنّهم يضعون في ظهورهم الرئيس سعد الحريري وشعبة المعلومات واحتمال خسارة مصالح لهم في مواقع لا يزل يسيطر عليها تيار المستقبل في الدولة أو في القطاع الخاص.. ويستمرّون في التهويل والضغط على رؤساء البلديات والمخاتير وأستاذة الجامعات وأصحاب المهن الحرّة يتعرّضون للتهديد بالإضرار بهم في مصالحهم سواء في الوزارات أو النقابات..

كلّ هذا يدفعنا إلى التساؤل: هل شعبةُ المعلومات وقوى الأمن الداخلي فعلاً مسخّرةٌ لخدمة فئة من الناس ضدّ فئة أخرى؟

صحيحٌ أنّ هناك محسوبيات سياسية في الأجهزة الأمنية، لكنّ جهاز قوى الأمن الداخلي هو لحماية ومساعدة جميع اللبنانيين ولا يمكن أن يتحوّل جهازاً حزبياً، وتبقى المناقبية والقيم التي يحملها قادة وعناصر هذا الجهاز هي الغالبة على عملهم العام، فلا يجب أن يخشى المواطنون سطوتها بناءً على حركتهم السياسية والاجتماعية، بل إنّهم جميعاً صفٌّ واحد في مواجهة الجريمة والفوضى، وفي السعي لتحقيق العدالة وحماية الحريات العامة.

صحيح أنّه لا يكفي أن يكون بهاء ابنَ رفيق الحريري ليكون قائداً سياسياً، بل يلزمه إثبات قدرته على القيادة والنجاح في هذا الاستحقاق، لكن كونه ابن رفيق الحريري لا يحرمه من حقّه في العمل السياسي، فهو مواطن لبناني يمتلك كامل الحقوق والأهلية ليباشر إطلاق تياره السياسي، خاصة أنّ تيار المستقبل معلّقٌ على خشبة انتظار من الواضح أنّها ستطول جداً، وواقع السنّة والبلد لا يحتمل هذا الفراغ المقصود والمتواصل بلا أفق للعودة إلى العمل السياسي.

مقارنة الأخطاء ليست لصالح المستقبل

يأخذ البعض على بهاء وقوعه في أخطاء تنظيمية خلال محاولته العمل من خارج لبنان، والواقع أنّها كانت أخطاءً طبيعية ناتجة عن صعوبة إدارة العمل السياسي من الخارج، خاصة من دون تأسيس سابق، وفي كلّ الأحوال يُسجَّل لبهاء الحريري أنّه حاول وبذل جهداً واجتهد، محاوِلاً تحريك المياه الراكدة، فهو اجتهد، فإن أخطأ فله أجر، وإن أصاب له أجران.

وفي كلّ الأحوال، فإنّ الأخطاء التي وقعت في عمل بهاء الحريري، لا تـُقارَنُ بأخطاء تيار المستقبل التي يدفع لبنان وأهل السنّة بالتحديد أثمانها، من تضييع شبه شامل لفُرَص التنمية وتفريطٍ في الحقوق والمواقع، ومن تنازلات غير مبرّرة في الصلاحيات الدستورية وما نتج عن كلّ ذلك من خلل في التوازن الوطني.

مصالحة عائلية منجزة

من الواضح أنّ بهاء الحريري أرى مصالحة عائلية متكاملة، وهو يرفض الإساءة للرئيس سعد الحريري ويعتبر ذلك خطاً أحمر، وهو سينزل في مجدليون عندما يكون في صيدا، فالعلاقة مع عمته السيدة بهية أكثر من ممتازة، وبعد تأكيد هذه الحصانة للوضع العائلي، تفقد محاولات التشويش باسم الرئيس سعد الحريري أو باسم تيار المستقبل قميتها ووزنها، فهي لا تمثِّلُ إلاّ شتات المتضرِّرين من عمل الشيخ بهاء الذين يسترزقون من بعض مواقع السلطة والنفوذ، ويخشون انفضاض ما تبقى حولهم في حال نجاح حركة بهاء الحريري.

مسألة أخيرة في هذا النقاش:

يحسم بعض الإعلاميين أنّ حركة بهاء الحريري محكومة بالفشل، وبأنّ طريقه في السياسة مسدود.

ولنفرض جدلاً أنّ الأمر كذلك، ماذا يضير هؤلاء المصطفين معاً لإطلاق النار على الرجل أن يأتي ويحاول ويفشل، وإذا كانوا واثقين من فشله، فلماذا كلّ هذا القلق والتوتر والاستهداف؟

لن يطلب المنصِفون من الرئيس سعد الحريري أن “يضبّ” ذبابه عن شقيقه، فهو ليس من أطلقهم، بل رهانُهم على أساليبُ بالية من الترهيب والتشويش لتخريب لقاءات الناس مع الشيخ بهاء، وهذه المحاولات سترتدّ على القائمين بها، لأنّ اللبنانيين والسنة تحديداً، باتوا واعين لما يجب أن تفعلوه ولا يحتاج وصاية من أحد في اتخاذا خياراتهم السياسية والاجتماعية والفكرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *