خاص البديل
تشهد طرابلس حركة علمية دينية متصاعدة مع استمرار توافد طلاب العلم الشرعي لحضور المجالس العلمية التي يجتمع فيها نخبة من علماء وكبار مسندي الحديث، أبرزهم فضيلة الشيخ الدكتور شعبان شعار من مدينة صيدا لحضور مجلس قراءة صحيح البخاري، حيث يلتقي اهل العلم والاختصاص في ملتقى إيماني فريد من نوعه كل يوم سبت من بعد صلاة العصر حتى صلاة العشاء في مسجد السلام بإشراف وتنسيق مع شيخ قراء طرابلس امام مسجد السلام فضيلة الشيخ بلال بارودي والذي يؤمِّن للمجلس وطلابه الأجواء الملائمة للاستفادة العلمية من هذا المجلس العظيم.
اللافت في المجلس حضور النساء وأبنائهم وإفساح المجال للصغار في إلقاء الحديث أمام الحضور تشجيعاً لهم في مسيرتهم العلمية، كما كان حال مجالس العلم عند السلف الصالح رضوان الله عليهم، إضافة لحضور طلاب الشريعة اللبنانيون والأجانب من جامعتِي الجنان والاصلاح والمعاهد الشرعية في لبنان.
هذه الحركة العلمية لم تأت من فراغ، خاصة في مسجد السلام، لأنّ إمامه وخطيبه الشيخ بلال بارودي لم ينقطع عن إعطاء الدروس الدينية في وقت غابت فيه هذه الدروس عن الكثير من المساجد في طرابلس وبقية المناطق، فقد وصل مدّ المجالس العلمية إلى الفيحاء ليجد قاعدة ارتكاز واحتضان وتعاون مع هذا التوجّه الأصيل الذي أطلقته دار الفتوى بهدف تنقية الخطاب الإسلامي من شوائب التشويه والتدليس.
الشيخ شعبان شعار في مجلس البخاري _جامع السلام
أمّا المنارة الثابتة في طرابلس، فهي خطبة الجمعة التي يلقيها الشيخ بلال بارودي من منبر مسجد السلام، فهي مصدر التوجيه والإرشاد الديني وفيها يجد المصلّون ما يجيب عن أسئلتهم وتساؤلاتهم الشرعية والحياتية وهي تشكِّل البوصلة في تحديد الموقف الإسلامي الثابت والجريء من التطورات والأحداث، فلا تحصل واقعة هامة إلاّ ويكون للشيخ بارودي وقفة تفسيرية وتوجيهية تجاهها، ولا تقع أزمة إلاّ كانت له رؤية حول كيفية التعامل معها في ضوء الكتاب والسنة وقراءة التاريخ والواقع، فيرفع الهمم والمعنويات ويدعو إلى البناء والأخذ بالأسباب بدون تكاسل ولا تواكل، ولا يحصل استحقاق إلاّ يضع له الشيخ بارودي قواعد التعامل والمقاربة العلمية والموضوعية، ولا يكون لأهل السنة حقّ إلاّ وضعه الشيخ بارودي في قائمة الأولويات، ومع كلّ هذا فهو يتوازن في خطابه مع الجميع، فيحظى باحترام المسلمين والمسيحيين على حدٍّ سواء، لأنّه يتقن الحفاظ على قواعد الشراكة الوطنية من دون مجاملات ولا تمييع للحقائق والمواقف.
يمضي شيخ قراء طرابلس على طريق أسلافه من العلماء الكبار في ثابرته على الدروس المسجدية وفي بذل العلم وعمل الخير، وفي مسيرته وفي ظل عطائه المتواصل، تحوّل مسجد السلام إلى منارة للدعوة والإرشاد وللتعبير عن الموقف الجريء المتوازن.
فيديو خطبة الجمعة :