طارق الحجيري
لم تقف الملاذ عند حدود الدور التقليدي كاستثمار مالي في مجال التربية والتعليم،، انما سارت منذ خطواتها الأولى وفق النهج الذي رسمه لها الوالد المؤسس المرحوم الحاج أبو محمد حسين الأطرش ( أبو محمد حكوم ) بأن تكبر وتنمو كمؤسسة تعليمية تربوية ثقافية اجتماعية اقتصادية .
هذا ما حصل فعلا ،، فقد دخلت مدرسة الملاذ العقد الرابع من عمرها ،، تتوسع في صفوفها ومراحلها وتكبر كتوأم مع بلدتها عرسال التي شهدت اتساعا عمرانيا هائلا خلال الثلاثة عقود الأخيرة .
عن رحلة عمر الملاذ يخبرنا أحد المؤتمنين الأبرار على مسيرة الوالد المؤسس المشرف العام عليها الأستاذ ملاذ حسين الأطرش قائلا :
بدأت رحلة مدرسة الملاذ كمدرسة ابتدائية عام ١٩٩٢ وكانت بالنسبة للوالد رحمه الله التحدي الكبير والشغل الشاغل فلا يوفر جهدا في سبيلها ولا يدخر قرشا وبقي حتى أخر أيامه يتعهدها برعاية واهتمام كأنها فرد من العائلة .
الحمدلله لأننا نؤمن بأن الانسان عليه العمل والسعي والتوفيق من الله فقد كبرت الطموحات ومعها مدرسة الملاذ وباتت صفوفها حتى البريفيه ومنذ ٤ سنوات افتتحنا القسم الانكليزي في مبنى خاص به ،، هذا العام بدأنا بتسجيل الصف الثالث ابتدائي انكليزي وباذن الله النية موجودة لاستحداث القسم الثانوي قريبا .
يتابع الاستاذ ملاذ حديثه قائلا : في العام الماضي كان عدد طلابنا حوالي ١٥٠٠ تلميذ والمتوقع هذا العام ان يخطى العدد ال١٧٠٠، نتائجنا في الشهادة منذ سنوات ثابتة على نجاح كامل مع تحقيق معدلات ودرجات ممتازة وهذه السنة ايضا نجح ٦٠ طالب من ٦٠ .
بخصوص الأقساط في ظل الأزمة التي نعانيها جميعا قرارنا هو أن نتساعد جميعا كمدرسة وأهالي طلاب كما يقول المثل الشعبي – لا يموت الديب ولا يفنى الغنم – فيستمر التلميذ في التعليم وتستمر المدرسة والاستاذ وسائق الباص ،، تراوحت الأقساط بين ال٢٥٠ وال٣٥٠ دولار للطالب الواحد ضمنها الكتب ،، أما ما تدفعه الدولة من ” فتات أموال ” نعيدها لها عبر صندوق الضمان والمالية .
يختم الاستاذ ملاذ حديثه قائلا : العمل المؤسساتي هو العمل الاجتماعي الفعلي وهو الذي يعود بالنفع العام على المجتمع ،، ففي مدرسة الملاذ عدد الطاقم التعليمي يزيد عن ال٧٠ أستاذ ومعلمة اضافة ل٥٥ باص لنقل الطلاب و٦ مستخدمين داخل المدرسة وهذه الأرقام ستزداد حكما هذا العام مع ازدياد الطلاب .
الأستاذ هلال الحجيري أحد اولياء أمور طلاب مدرسة الملاذ يقول للبديل :
إدارة مدرسة الملاذ كأشخاص شهادتنا مجروحة بهم فهم قمة اللطف والإنسانية في التعامل ،، وهذا متوارث ومتأصل عندهم فمن منا لا يعرف المرحوم العم ( أبو محمد حكوم ) المثال في المودة واحترام الناس صغيرهم قبل كبيرهم .
أما من ناحية المستوى التعليمي فهي بالتأكيد ضمن المستوى الأول على صعيد المنطقة وكل أهالي الطلاب يلاحظون ذلك من خلال ابنائهم ،، ومن الناحية المالية فهم يراعون وضع الناس في الأقساط في ظل الظروف الصعبة ويرفضون رفضا قاطعا مغادرة أي تلميذ مدرستهم لأسباب مادية .
في ظل انسداد الأفق على المستوى الوطني وعدم وضوح اي أمل في نهاية النفق ،، يبدو جليا أن التعليم الرسمي دونه عقبات وصعوبات كثيرة ، لذلك على المدرسة الخاصة الشعور بمعاناة الناس واخذها زمام المبادرة بما يؤمن استمراريتها ويضمن حصول التلميذ على التعليم والا لن يبقى لهذا البلد أمل بالنهوض من كبوته وآلامه ولن تقوم له قائمة .