Mr. Jackson
@mrjackson

حقوق الطفل المهدورة تُسقِط لبنان في هاوية الانحطاط الإنساني والأخلاقي

أحمد أمين قباني

حقوقي وناشط اجتماعي

بسم الله الرحمن الرحيم
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ. (سورة البقرة: الآية 74)

الطفل هو كل إنسان لم يبلغ سن الرشد وفقا للقانون المطبق عليه،الأطفالِ هم زينة هذه الدنيا، وزهرة أيامها، وهم بهجة النفوس وسعادتها، وعليهم تعلّق الآمال بغد أفضل.

الطفل في الإسلام

وقد كفل الإسلام للطفل حقوقاً عدة ومنها:
_ حق الطفل في الحياة: حيث يبدأ ذلك من حين كونه جنيناً في رحم أمه، فيحرم قتله، وإجهاضه، كما توعّد الله قاتلي أطفالهم بالخلود في النار جزاءً ما فعلوا.

_ المساواة بين جميع الأطفال: فالله -تعالى- ساوى بين الناس جميعاً، حيث أنكر الإسلام التمييز بين الذكر والأنثى، فالله وحده هو واهب الأبناء، يعطي من يشاء إناثاً، ومن يشاء ذكوراً، وأمر الوالدين بالعدل بينهم.
كان للرسول صلّى الله عليه وسلّم مواقفً كثيرةً مع الأطفال، تدلّ على رحمته بهم، وحبّه لهم، ومن تلك المواقف: كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يُقبّل أحفاده الحسن والحسين، فلما رآه رجلٌ ذات مرّةٍ يفعل ذلك، تعجّب من فعله، وأخبره أنّ له عشرة أولادٍ، لا يُقبّل أحداً منهم، فأجابه الرسول صلّى الله عليه وسلّم:”مَن لا يَرحَمْ لا يُرحَمْ”.

الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل

اتفاقية حقوق الطفل هي ميثاق دولي يحدد حقوق الأطفال المدنية، السياسية، الاجتماعية والثقافية،
وقد وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على إدراج الاتفاقية من ضمن القانون الدولي في 20 نوفمبر 1989؛ ودخلت حيّز التنفيذ في 2 سبتمبر 1990.

أصبح هذا الاتفاق الدولي ، الذي صادق عليه لبنان في عام 1990 ، أكثر معاهدة حقوق الإنسان مصادق عليها وعلى أوسع نطاق في التاريخ، وساعد على تغيير حياة الأطفال في جميع أنحاء العالم.

الواقع اللبناني وانتهاكات حقوق الطفل

ليست هي المرة الأولى بالطبع الذي يُضرب ويعنف فيها الأطفال في الحضانات في ظل غياب رقابة الدولة مثل أي موضوع يتعلق بالانسان، أو يتعرض فيه الأطفال للاغتصاب والقتل والتخلي.. في بلد حيث لا حسيب و لا رقيب فيه؛ انتهاكات مستمرة للمعاهدات والمواثيق والاتفاقيات الدولية و لاسيما اتفاقية حقوق الطفل؛ فأين لبنان من تلك الاتفاقية؟هل يحترم لبنان هذه الاتفاقية؟وهل من مراقبة للانظمة والقوانين المحلية؟
نظريا هي اتفاقيات
جيدة لكن هناك غياب كامل للتطبيق والرقابة في حالات الحضانة، مثل وضع الكاميرات وتفعيلها حيث يسمح للأهل في أي لحظة مشاهدة أولادهم.
وأيضا ما حصل بطرابلس حيث عثر على طفلة رضيعة في القمامة هذا كله.. إن كان يعبر عن شي فهو يعبر عن المستوى الرجعي بكل المعايير والمقاييس الذي أصبحنا نعيش فيه لا يحترم فيها الطفل البريء الذي لا قوة له ولا ذنب سوى أنه خُلق في لبنان؛ فهل أصبح لبنان أرض خصبة لانتهاك الاتفاقيات والمواثيق الدولية حيث أصبحت عمالة الأطفال وتعنيفهم ورميهم بالقمامة أمرا طبيعيا بينما دول العالم أصبحت تهتم بحقوق الحيوانات ونحن مازلنا نفرّط بحقوق الطفل.


لذلك..
ندعو كل المنظمات الدولية التي تهتم بحقوق الانسان ولا سيما حقوق الطفل التأهب نحو لبنان لمراقبة ما يحدث، من عنف وتحرش واغتصاب قبل فوات الاوان؛ لاسيما ان هذا الموضوع متعلق أيضا بموضوع اللاجئين السوريين وأوضاع الأطفال في حالات اللجوء؛ كما ادعو القضاء لإصدار اقصى العقوبات بحق المعتدين ليكونوا عبرة للاخرين وعدم تكرار ما حدث ومراقبة تطبيق القوانين مرعية الاجراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *