Mr. Jackson
@mrjackson

طائفة البهرة.. بقايا الفاطميين في مصر

بعد بضع سنوات على جلوس السلطان الظاهر بيبرس، قامت عليه جماعات من الشيعة يدعون إلى عودة الخلافة الفاطمية على تخت السلطنة بمصر مرة أخرى بعد دحرها و زوالها قبل نحو 100 عام أو تزيد.

تزعم الثورة رجل دين شيعي يدعى الكوراني، وهو فارسي الأصل من نيسابور وقد كان يهدف إلى قلب نظام الحكم وإعادة الفاطميين بالحيلة والدهاء. جمع الناس حوله بإظهاره الصلاح وأخذ يقيم الاحتفالات الدينية وحلقات الذكر و خلافه، يتحدث من خلالها عن امجاد دولة الفاطميين، فنجح في جذب بعض المتعاطفين والانصار، فتشجع الكوراني ودعى إلى إعلان العصيان على بيبرس ومماليكه، ونظم عدد من المسيرات في شوارع القاهرة ليلا، ثم هجم على أحد مخازن السلاح والاسطبلات السلطانية، وغنم ما بها من سيوف وخيل و عتاد وتهيأ للإنقضاض على السلطان ومن معه في اللحظة المناسبة!

وقد انضم للكوراني عدد من المماليك الكارهين للسلطان الظاهر بيبرس و حاشيته، و عقدوا العزم على الإيقاع به و استدعاء إمام الفاطميين لتولى زمام الدولة المصرية مرة اخرى، وبدأت خطتهم بالتنفيذ و سيطروا على أحياء كاملة من القاهرة بالمكر و الحيلة تارة و بالقوة تارة حتى بات الأمر ظاهرًا أبان لهم الغلبة دونما شك ..

وعندما علم بيبرس بالأمر، واحاط خبرا بمن حول الكوراني ومدى قوتهم، وارسل لهم كتيبه من الخاصجية او حرس السلطان، وهم اشبه بالقوات الخاصة هذه الايام، فتمكن بسهولة من الإحاطة بالمتمردين، واعتقل منهم عدد عظيم وفر الباقون إلى الشام و الصعيد، و وكان من ضمن المعتقلين إمامهم الكوراني نفسه، فتم إيداعه بسجن القلعة لفترة و من معه، وتم انزال اقصى العذاب عليهم جزاء مافعلوا من تخريب ومتاجرة بعقول العامة. و بعدها بفترة وجيزة، وبعد استشارة القضاة، أقر السلطان الظاهر بيبرس بالعقاب على المتمردين وكان عقاب الكوراني أن يُصلَب على باب زويلة في القاهرة وبقيت جثته لأيام، وبهذا انتهت جميع محاولات الفاطميين التمرد والعودة إلى سدة الحكم و رغم ذلك ظلت طائفة البهرة تحلم بإعادة دولة الشيعة إلى مصر مرة أخرى ولعلها ليست إلا أضغاث أحلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *